أخطاء شائعة
أخطاء شائعة
الكلمات تأخذ معناها من المدلول والسياق
إن الكلمات تأخذ معناها من السياق الذي تستخدم فيه، فإذا لم نسمع كلمة أو نقرأها في سياق معين، فلن نتمكن من فهم معناها بشكل دقيق. الطفل الصغير الذي يتعلم الكلام من محيطه يفهم معنى الكلمات من خلال السياق والمواقف التي يشهدها والتصرفات التي يلاحظها من الأشخاص المحيطين به.
على سبيل المثال، إذا قلنا لطفل كلمة "خطأ" على شيء فعله ونحن نبتسم في وجهه أو نعطيه شيئًا يحبه بعدها، فسيفهم أن كلمة "خطأ" كلمة جيدة وأن ما فعله مقبول. أما إذا قلناها ونحن عابسون أو عاقبناه، فسيفهم أنها كلمة سيئة وأن ما فعله غير مرغوب فيه ولن يكرره، وسيدرك أن أي شيء يوصف بهذه الكلمة غير مستحب.
لذا يتعلم الطفل كل شيء منا، بشكل مباشر عن طريق النصح والتوجيه، وبشكل غير مباشر عن طريق السياق والمواقف وردود أفعال المحيطين به. لذلك من الأفضل عند توجيه الطفل أن تكون الأفعال متسقة مع الأقوال.
أما عن مساوئ الأطفال وعيوبهم، فلا يجب إطلاقًا تكرارها على مسامعهم أو وصفهم بصفات سيئة مثل الفشل، الضعف، أو الغباء، لأن ذلك يرسخ هذه الصفات في داخلهم بدلاً من محوها. كذلك، لا يجب المبالغة في مدح مميزاتهم لأن ذلك سيولد لديهم الأنانية والشعور بالتعالي وقد ينفصلون عن الواقع ليعيشوا في عالم من المديح المفرط.
الوسطية هي الأفضل على الإطلاق: عند ذكر المميزات يجب ذكر العيوب مع شرح طرق إصلاحها، والعكس صحيح، بحيث يشعر الطفل دائمًا بأنه على قدر مناسب من الصلاح ولكن ينقصه بعض الأشياء التي يجب أن يسعى لتحسينها بنفسه.
ألا يمكن تطبيق هذه النصائح على المجتمع ككل وعلى علاقاتنا مع بعضنا البعض؟ أعتقد أنه إذا التزمنا بهذه المبادئ عند النقد أو المدح لأي إنسان، ستنتشر الإيجابية والمحبة ولن تفقد الكلمات معانيها ولن توصم بعض الكلمات بسوء السمعة، مثل الشفافية، الديمقراطية، الاستقرار، الحكومة...
ربما!
أليس كذلك؟

تعليقات
إرسال تعليق
شكرا على اهتمامكم، يسعدنا أن نستمع الى أرئكم.
لكم حرية التعليق والنقد، ولكن ﻻ تنسى متابعة المدونة .