حكاية مغنواتي الجزء الخامس
الحلقة الخامسة
آه قبل ان أكمل لكِ الموضوع، أحب ان احكي لكِ ما حدث بيننا أيام الجامعة هذا مهم جدا، كان زميلي في نفس القسم، محاسبة، وكنا نحضر نفس (السكاشن) والمحاضرات، الحقيقة كان ثقيل الظل جداً وكنت لا أحب التعامل معه ولكنه كان صديق لزميل أخر اسمه وليد، ووليد كان شاب شاطر وخفيف الظل ومحترم ويساعد الكل ويشرح لنا ما يصعب علينا وكنا شلة كبيرة نوعا ما، كنت أحب صحبة الشلة كلها؛ وخاصة وليد، كان المفضل عندي لخفة ظله ونقاء سريرته الواضحة، وكان صاحبنا هذا ملتصق بوليد لا يفارقه تقريباً ، وأنا رغم من أني لم تعجبني شخصيته على الاطلاق كنت اتعامل معه بلطف من أجل وليد فقط، كان يغني دائما وكنت أرى أن صوته عادي جداً وغير مميز، لكنه كان مقتنع أن صوته أجمل صوت في مصر، كما لاحظت أنه حقود، كان يشعر بالغيرة من الطلاب الأغنياء ويعلق عليهم تعليقات حقودة ساخرة، وذلك ما جعلني اتضايق منه فانا لا أحب الناس الحقودة، الأفضل أن ينظر إلى نفسه كيف يصلحها ويدعمها بالعلم والثقافة والمهارة، أن يشغل نفسه كيف يصبح ناجح بدل من الحقد على غيره، ففي النهاية، الله لا يظلم أحد، وكون هؤلاء الطلبة ولدوا لأباء أغنياء هذا قدر، لا يستطيع أحد رده أو الاعتراض عليه، فلما يكرههم لأجل ذلك، وهو لو كان مكانهم هل كان سيرفض رعاية وعطاء أهله، اما هؤلاء التافهون الذين يتباهوا بأموال اهاليهم كما لو كانت انجاز يكفي أن نتجاهلهم، لانهم يعرفون داخل أنفسهم كون عائلتهم ثرية ليس انجاز ولا يجعل لهم قيمة، ولكن القيمة في نجاحهم الشخصي، و لو اهتممنا فقط بالنجاح الشخصي لأي انسان ولم نلتفت لتلك التفاهات لسلست الحياة كثيرا.
المهم كنت اتعامل معه بحرص شديد طبعا لكيلا أزعج وليد وأيضا لكيلا يعرف بأني أيضا من أسرة ثرية جداً، فيشرع في الحقد عليّ، خلاصة الكلام وجدته في سنة التخرج قبل الامتحانات بقليل يخبرني أنه يحبني وأنه يريد أن يتزوجني وأنه ليس لديه الكثير الآن لكنه واثق من موهبته وأنه سوف يصبح مغني مشهور وطبعا أنا صدمت، لم أتوقع ذلك منه ولكيلا أُحرجه وأجرح مشاعره، أخبرته بأني لا أفكر في الزواج وطلبت منه أن نستمر أصدقاء، والحقيقة أنا كنت انتظر إنتهاء الدراسة لكيلا أقابله مرة أخرى وإن كنت حريصة على استمرار صداقتي بوليد لأنه على النقيض منه كان نعم الصديق، لكنه غضب بشدة وشرع في مهاجمتي كما لو كان له حق عندي، لا أعرف لما ظن أني ممكن ان اقبل به.
لا اعرف لما يظن الرجل أنه إذا أحب امرأة لابد أن تبادله الحب واذا طلبها للزواج لابد أن توافق عليه؟!
أخذ يسألني هل أحب أحد غيره؟ هل لأن حالته المادية بسيطة؟ وانا لم أكن أحب أحد ولا أعرف شيء عن حالته المادية، كل ما هنالك هو اني لا اريده هو؛ لأنه لا يعجبني لا في الشكل ولا في المضمون ولكي لا اجرحه اكدت له أني اعتبره زميل ليس إلا واني سوف اعمل واتابع دراستي، الماجستير ثم الدكتوراه ولا اريد أي ارتباط الآن، وطبعا كان مجرد كلام ، فانا لم احب الدراسة أبداً بل كنت احب الجو الجامعي وزملائي، فأخذ يلح عليّ انه يستطيع أن يجعلني أحبه وأن الخطوبة ستقرب بيننا وأنه مستعد لأن يساعدني لأحقق طموحي وأنه سيقف بجواري وأشياء من هذا القبيل، لكن أنا طبعا أصريت على الرفض، فتعامل معي بمنتهى الفظاظة كأني اجرمت في حقه، لا أعرف ماهي الأوهام التي صورها له خياله تجاهي ولكن ما أنا متأكدة منه تماما أني لم أتَقرب منه أبداً ولم أبدي أي إعجاب به على الإطلاق بل كنت حريصة على أن أُداري رأي الحقيقي فيه، بأنه تافه ومغرور، ربما حرصي هذا جعله يظن العكس لا أعرف، المهم بعد ذلك انتهى العام الأخير وتفرقت بنا السبل ولم أراه بعدها وجها لوجه ولم أهتم بمتابعة أخباره حتى فوجئت ...
تعليقات
إرسال تعليق
شكرا على اهتمامكم، يسعدنا أن نستمع الى أرئكم.
لكم حرية التعليق والنقد، ولكن ﻻ تنسى متابعة المدونة .