اﻻسكندرية 2015

الاسكندرية عروس البحر الابيض المتوسط

اﻻسكندرية 2015
عندما توافد الآلاف من قرى الدلتا والصعيد إلى الإسكندرية، كانوا يحلمون بالعيش في المدينة الساحرة الراقية، النظيفة، المنظمة، والمنفتحة على جميع الثقافات ومختلف أنواع البشر. كانت الإسكندرية معروفة بعمارتها الفاخرة، ونسيمها الخفيف، ووجوه سكانها الباسمة الهادئة المتفهمة. كانت المدينة مكانًا يعيش فيه الجميع في هدوء دون ضجيج أو ابتذال، حيث يتقبل الجميع بعضهم البعض دون انتقاد أو كلمات لاذعة أو معاكسات سخيفة موجعة. لم يكن أحد يسخر من الآخر أو يتكبر عليه، ولم يكن صوت نفير السيارات مسموعًا إلا نادرًا، ربما مرة في السنة.
ولكن ويا حسرتاه، عندما جاء هؤلاء البائسون بعاداتهم وطباعهم ومعتقداتهم، أخذوا يمارسونها في المدينة، فحولوا المدينة الجميلة إلى نسخة مشوهة من مدنهم وقراهم التي أتوا منها. لم يفهموا أن المشكلة ليست في المكان الذي يعيشون فيه، بل في أنفسهم، في تصرفاتهم وعاداتهم وأفكارهم. لقد جذبوا المدينة معهم إلى الحضيض، فأصبحت خليطًا منفّرًا موبوءًا بأسوأ ما فيهم وأفضل ما كان فيها. زادت حدة التناقضات، وبرز القبح، وانحسر الجمال، وتوارى التنوع لصالح الفوضى والعشوائية.
خسارة يا مدينة الخيال، لقد خنقتِ إلى حد طلوع الروح. يا ترى، هل سيتم إنقاذك أم يفوت الأوان؟
تعليقات
إرسال تعليق
شكرا على اهتمامكم، يسعدنا أن نستمع الى أرئكم.
لكم حرية التعليق والنقد، ولكن ﻻ تنسى متابعة المدونة .