يعتقد البعض ان اﻹنسان الذى يعبر عن مشاعره ويخبر اﻷخرين عن ما يشعر به ويفكر فيه إنسان ضعيف ،على النقيض، انه إنسان غاية فى القوة.أن تخبر إنسان تهتم به وبأمره، بما تشعر به تجاهه ،أيا ما كان ما تشعر به، شيء فى منتهى الشجاعة والجراءة . لم تكن تعتقد انها تستطيع ان تفعل ذلك. نظرت فى عينيه، وأخبرته بمنتهى الصراحه. انها معجبة به. حتى من قبل أن تراه وجها لوجه و إنها كانت تتمنى مقابلته والتعرف عليه عن كثب، وإنها كلما زادت معرفتها به وتعمقت فى شخصيته زاد إعجابها به، إلى إنها اﻵن اصبحت تحبه وﻻ تتخيل حياتها بدونه . رأت وجهه وهو يتغير على وتيرة كلماتها، من ابتسامة الحياء التى كانت تعلو وجهه فى البداية الى الدهشة الى الغموض الى اﻹرتباك الذى ملاء وجهه و لفتاته. و عندما انهت كلماتها كان وجهه شاحبا مرتبكا و مصدوما، كأنه رأى شبحا يقف أمامه ويستعد ليدفعه من أعلى جرف إلى عمق المحيط. فتابعت كلماتها بسرعة و رزانة: ﻻ أخبرك ذلك ﻷني أنتظر منك ردا، وﻻ اعرف حتى لماذا أخبرك، ولكني شعرت بشيء فأردت ان أشاركك إياه. ﻻ أطالبك بإي شيء على اﻹطلاق فحبي لك أمر خاص بى وحدي. أنا المسؤولة عنه و ﻻ يلزمك بشيء. و ﻻ تع...
مملكة القصص مملكة القصص والحكايات ( الجزء الأول) كان ياما كان في سابق العصر والأوان، في مملكة القصص الغامضة، حيث تلاشت الحدود بين الواقع والخيال، كانت هناك مكتبة لا مثيل لها، لم تكن هذه المكتبة مجرد مستودع للكتب؛ لقد كانت كيانًا حيًا يتنفس، عبارة عن سلسلة من الحكايات والأحلام والذكريات المنسية. كانت المكتبة تقع في قلب المملكة، وأبراجها الشاهقة تصل نحو السماء. وزيّنت جدرانها بالجداريات التي تصور مشاهد من الملاحم القديمة، والأسرار الهامسة، وضحكات الأطفال السارحة في صفحات قصصهم المفضلة. كان الهواء في الداخل مثقلًا برائحة الورق والحبر والوعد بالمغامرة. في هذا الملاذ السحري، لم يكن أمين المكتبة إنسانًا عاديًا، كانت اسمها ليرا، وكانت تمتلك القدرة على الدخول في الروايات ذاتها التي ألّفتها، كلما فتحت كتابًا، دخلت عالمه، وصارت جزءًا من نسيجه، يمكنها التحدث مع التنانين، والرقص مع الجنيات، والمبارزة مع القراصنة المتعجرفين - كل ذلك داخل حدود المكتبة. في أحد الأيام، عثر مسافر مرهق يُدعى إيمون على مملكة القصص. اتسعت عيناه وهو يدخل القاعة الكبرى، حيث امتدت الرفوف إلى ما لا نهاية في كل ا...