توقيت مثالى
الوضع الجيوسياسي العالمي: فرصة لمصر والدول النامية
في الوقت الذي تتصاعد فيه حدة الخلافات بين روسيا والدول الأوروبية والأمريكية، نجد أن القوى الرأسمالية الدولية تتحد في محاولة لصد الصين الشيوعية وإبعاد روسيا عن مكانتها المهيمنة في الأحداث العالمية. بينما تحاول أوروبا الحفاظ على الوضع الحالي ومنع روسيا من خلق واقع جديد، يجتمع أصحاب المصالح من الدول الرأسمالية محاولين توحيد قواهم لصد روسيا ودفعها للتراجع. يتضح أن هناك محاولة لتضييق الخناق على روسيا وجعلها تبدو معزولة عن العالم.
دور الدول النامية
في هذا السياق، تصبح الدول الصغيرة والنامية دولًا مهمة وذات ثقل دولي كبير. هذه الدول الآن تلعب دور الأحجار التي توضع على كفتي الميزان لتحقيق التوازن. تحتاج روسيا الآن بشكل ملح إلى الحلفاء، فالدول الكبيرة والقوية مهما بلغت من قوة تحتاج إلى حلفاء في أوقات التحدي والمواجهة. والدول الرأسمالية تحتاج أيضًا إلى الحلفاء، ليس فقط لدعمها بل لتحرم أعداءها من دعم هؤلاء الحلفاء.
فرصة سانحة لمصر
هذه فرصة سانحة لمصر والدول المتعثرة لتملأ شروطها. يمكن للحكومة المصرية التفاوض والحصول على الكثير مقابل القليل، وربما مقابل لا شيء. في مثل هذه اللحظات الحرجة، كلما زادت حدة التوتر بين الأطراف العالمية، كلما أصبح من السهل الحصول على العديد من المنافع. بالرغم من أن مصر تعاني من مشاكل داخلية، إلا أن لها أهمية تاريخية وجغرافية تجعلها ذات أهمية كبيرة لأحد الطرفين.
استغلال الوضع الراهن
يمكن لمصر أن تستفيد من الوضع الراهن لتحصيل مكاسب كبيرة دون الانحياز لأي طرف. حتى الحياد له ثمن، وعلينا أن نتعلم من الماضي ألا نعطي قبل أن نأخذ، بل نأخذ أكثر بكثير مما نعطي. يجب أن نستغل الوضع الراهن لمصالحنا، ونستطيع أن نحصل على كل ما نريد بدون أي انحياز لأي طرف.
تفعيل قوة عدم الانحياز
ربما الآن هو الوقت المناسب لتفعيل قوة عدم الانحياز، وربما تعود دول عدم الانحياز إلى المقدمة، مما يضع أقدامها على عتبات صناعة القرار. فليس معنى عدم الانحياز الانعزال، بل على العكس، التفاعل والتواجد والتأثير. في هذه الحالة، نصبح حقًا رمانة الميزان.
الخاتمة
في هذه الفترة الحرجة من التوترات العالمية، تتمتع الدول النامية بفرصة كبيرة لتكون لاعبًا رئيسيًا على الساحة الدولية. يمكن لمصر، من خلال استراتيجية حكيمة، أن تحقق مكاسب كبيرة وتعيد تفعيل دور حركة عدم الانحياز لتكون مؤثرة وفعالة في صناعة القرار العالمي.
تعليقات
إرسال تعليق
شكرا على اهتمامكم، يسعدنا أن نستمع الى أرئكم.
لكم حرية التعليق والنقد، ولكن ﻻ تنسى متابعة المدونة .